شعارها الإنتخابي الذي يملأ طرقات عروس البقاع وأملاكها العامة، هو "أنا مش لوحدي". غير أن تصريحاتها الإعلامية والصحافية وما تقوله في لقاءاتها الإنتخابية، يثبت أنها لوحدها في معركة الكبار، وأنها أكثر من مأزومة لناحية أنها تخوض معركة الحصول على حاصل إنتخابي واحد لدخول لعبة توزيع المقاعد السبعة على اللوائح المتنافسة. إنها رئيسة الكتلة الشعبية ميريام طوق سكاف التي سُرّب لها تسجيل صوتي في الأيام القليلة الماضية وهي تطلب فيه بغضب وبعبارات نابية من أعضاء ماكينتها، الإتيان بأحد الناخبين الذي يرفض التصويت لها الى مكتبها.
نعم إنها أكثر من مأزومة إنتخابياً والأدلة كثيرة، أولها، بحسب مصادر زحلية بارزة، كيف أنها لم تعد تفوّت إطلالة سياسية أو إعلامية، إلا وتتحدث فيها عن تحميل مسؤولية خسارة لائحتها إذا خسرت، للمرشح ميشال سكاف المتحالف مع التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وهو إبن عم زوجها الوزير الراحل ايلي سكاف. وفي هذا السياق تسأل المصادر الزحلية، "لو كانت سكاف مرتاحة إنتخابياً فلماذا كل هذا الكلام عن الخسارة وعن تحميل المسؤولية لهذا المرشح أو ذاك"؟.
دليل ثانٍ على التخبط الإنتخابي الذي تمرّ به رئيسة الكتلة الشعبية هذه الأيام، كيف يطل رؤساء الأحزاب واللوائح على الناخبين بخطاب سياسي عالي السقف وبطروحات وأفكار مشاريع، كل ذلك بهدف تجييشهم، وكيف لم يعد لسيدة الكتلة الشعبية من حديث إلا التحذير من عمليات شراء الأصوات، وبأموال مزوّرة، وكأن كبار المتموّلين في زحله الذين قرروا خوض المعركة الإنتخابية بأي ثمن، سيشعرون بالفقر والعوز إذا دفعوا مليون دولار من هنا وآخر من هناك، كي يعمدوا الى توزيع أموال مزوّرة. "أما الدليل الثالث على الوضع الإنتخابي الحرج" تقول المصادر الزحلية، "فهو تكرار سكاف لمقولة إن الأجهزة الأمنية تعمل ضدها لمصلحة اللائحة المحسوبة على العهد، أي لائحة تحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر مع بعض المستقلين، وهو أمر، إذا كان يصلح في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، فلم يعد من السهل تصديقه في العام ٢٠١٨ أي في زمن وسائل التواصل الإجتماعي، حيث أصبح بفعلها كل مواطن صحافياً بحد ذاته، وحيث بات من الصعب إخفاء أي شي كهذا في بلد مساحته الجغرافية ١٠٤٥٢ كلم٢.
وفي قراءة إنتخابية لوضع الكتلة الشعبية الإنتخابي في عروس البقاع، يرى خبير أنه بعد عملية تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية والبلديات، تبين الآتي:
تنطلق لائحة تحالف المستقبل والتيار من بلوكين إنتخابيين كبيرين، بلوك سني قوامه حوالى ٣٠ ألف ناخب، وبلوك مسيحي يتألف من جمهور التيار البرتقالي ومن مناصري الحلفاء المستقلّين كميشال ضاهر وميشال سكاف وأسعد نكد. وتنطلق لائحة القوات والكتائب من بلوك قواتي متماسك متحالف مع بلوك كتائبي. كذلك تتكل لائحة تحالف النائب نقولا فتوش مع حزب الله، على بلوك شيعي يقدر بحوالى ١٤ ألف صوت، وعلى الأصوات المؤيّدة لآل فتوش. أما لائحة الكتلة الشعبية، فتبين أن رصيدها يقتصر فقط على الأصوات المؤيّدة للكتلة الشعبية، وعلى بعض الأصوات الأرمنيّة التي تؤيّد حليفها جورج بوشيكيان وهو المقرب من حزب الطاشناق. وبالتالي، في معركة الكبار، هو رصيد غير كاف لمقارعة اللوائح الأخرى، مهما تحدثت سكاف عن تهديدات أمنية وهمية وعن دفع أموال مزوّرة!.